بنغازي... شئ من الذكريات
عبد السلام الزغيبي
تحكي كتب التاريخ عن أنها كانت مشيّدة عندما تم تأسيسها في الربع الأول من القرن السادس قبل الميلاد كمدينة يونانية قديمة, فوق مرتفع من الأرض يطلق عليه في الوقت الحاضر (سبخة السليماني) وتوجد بها (مقبرة سيدي عبيد), وكانت هذه السبخة في زمنها القديم عبارة عن بحيرة عميقة, حين تم تجفيفها تحول سكانها عنها متخذين مكانا قريبا من ساحل البحر الأبيض المتوسط, وهو المكان الذي يطلق عليه حاليا (سيدي خريبيش) وتوجد فيه مقبرة تحمل هذا الاسم, في الوقت الذي استطاعت فيه أرضه الاحتفاظ ببعض البقايا الأثرية, لكنها في كل الأحوال لم تكن بنفس حجم الآثار التي كان يتوقع وجودها في مدينة مثل بنغازي شهدت العديد من الأحداث المهمة في التاريخ, ومر عليها عشرات الغزاة والمقامرين والفاتحين, واختيرت مركزا للحكم ونقطة ارتكاز مهمة في معظم العصور.
(بنغازي) التي كان يطلق عليها في الأسطورة (حديقة التفاح الذهبي) بعد أن أهدتها الأرض إلى الإلهة (هيرا) في مناسبة زواجها من كبير الآلهة (زيوس), عرفت عبر تاريخها بأسماء عدة من بينها (يوسبريدس), كواحدة من أوائل المدن اليونانية القديمة قبل أن يتحول اسمها في العصر البطلمي إلى (برنيكي) عقب زواج بطليموس الثالث من أميرة البلاد في ذلك الوقت (برنيكي) ابنة ماجاس ووريثة عرشه والتي قام ابنها فيما بعد باغتيالها, لكنها أصبحت برنيق) في الفترة الإسلامية, حتى أطلق عليها (بنغازي) اعتباراً من القرن الخامس عشر الميلادي نسبة إلى مقبرة الشيخ المدفون فيها.
وكان تاريخ بنغازي مع الإسلام قد بدأ اعتباراً من العام 642م, حين قاد عمرو بن العاص جيوش الفتح الإسلامي إلى ليبيا متخذا من مدينة (باركي) عاصمة, بعد تحوير الاسم إلى (برقة) وإطلاقه على الإقليم الذي كان في السابق يسمى (كورينايكا) نسبة إلى مدينة (كوريني), ويتقاطع تاريخ تلك المدينة وتختفي الكثير من أحداثه عبر سنوات طويلة مجهولة, إلى أن يسجل أنه عقب الفتح الإسلامي بنحو أربعمائة عام تشهد المدينة هجرات (بني هلال) و(بني سليم) وتعرضها لما وصف بالاضمحلال, ثم تضيع أربعمائة سنة أخرى من الوقائع التاريخية للمدينة, ليسجل بعد ذلك أن إطلاق اسم (ابن غازي) تم في العام 1450م, وهو الرجل الذي تقول بعض الروايات إنه قاد عدداً من التجار قدموا من مدن (مصراته, تاجوراء, زليتن, مسلاتة) ووفدوا على بنغازي التي سميت (ابن غازي)ثم) (بني غازي) وهو الاسم الحالي*.
هذه هي بنغازي كم قال التاريخ ، أما بنغازي الذي أعرفها فأقول فيها…
لقد نسيت كل أسفاري وما عدت أستطيع أن أذكر ملامح أية مدينة في العالم سوى مدينة واحدة اذكرها، أذكرها طيلة الوقت. تركت جزءا هاما من حياتي فيها. في ازقتها وشوارعها وميادينها وأشجارها وشواطئها.. في عيون وضحكات اطفالها، وكبرياء رجالها ونسائها،وناسها الطيبين.
إنها بنغازي.. شارع العقيب حيث تفتح العينين النهمتين على الحياة.. وسعاية شارع الحشر ولعب الكورة والبطش والتصاوير والليبرة والوابيس..والزغادي.. نادي النجمة.. ودكان التركي.
مدرسة اللواحي.. شارع البزار وشارع قصر حمد.. جامع السنوسية والفقي عمران..كوشة الصالحين.. وحوش منينة.
ميدان الشجرة.. سينما النهضة..المقهى الرياضي.. عمارة بن هلوم.. الكنيسة.. سينما الحرية.. بردوشمو.. الميناء .. الكابترانيا.. الجامعة الليبية.. سينما ريكس.. سينما برنيتشي.. ونادي الاهلي.
سوق الحوت.. السيقراسيوني.. الجابية.. بودراع.. جامع بن كاطو .. البريد.
شارع ادريان بلنت.. الاذاعة.. مفوضية الكشافة.. نادى الهلال..بحر جليانة.. قاريونس.. الهواري.. والقوارشة.
شارع قزير.. الشابي..الزاوية الرفاعية..سيدي خريبيش.. التوريلي..اللثامة.. والمنقار.
ميدان البلدية.. شارع سيدي سالم.. بوعشرين.. سوق الظلام..ميدان الحدادة.. الجامع العتيق.. سينما 9 اغسطس..سوق الجريد.. وسوق بوغولة .
شارع عمرو بن العاص..مقهى دمشق.. السفارة الايطالية..مطعم سي خليفة..السكابلي..مدرسة الامير.. المدرسة الايطالية..المدرسة النموذجية.. مكتبة الخراز.. المطبعة الحكومية.. مطعم بوحلفاية.. مدرسة الاميرة.. ضريح عمر المختار.. معمل شفيق..الفندق.. سينما هايتي..ونادي التحدي.
الصابري.. سيدي عبيد..سوق احداش.. السلماني.. ورأس عبيدة.. الحميضة.. بوزغيبة.. الماجوري.
سيدي حسين .. الجبانة.. مدرسة التحرير.. مدرسة سيدي حسين.. أحميده فاصوليا..السيلس.. ملعب 24 ديسمبر.. الكيش..السبالة.. سيدي عبد الجليل.. البركة.. الرويسات.. شارع عشرين.. وشارع الكاروات.
الفويهات.. الداقادوستا.. البوسكو.. الملاعب الخمسة.. جريدة الحقيقة..وشارع البيبسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق